حكاية علّوشة وجرّة العسل

كان يا ما كان، وما يحلى الكلام إلا بذكر النبي ﷺ، في ضيعةٍ مزهرة نواحي سوسة، يعيش طفلٌ صغير اسمه علّوشة. كان شَطُورًا ولكن عنده نقطة ضعف واحدة: العسل!

اكتشاف الجرّة

في صباحٍ مُشمِس، سمعت أمُّه خريرَ النحل فتبعت الصَّوت إلى المخزن. هناك، فوق الرّف العالي، رأت جرّة عسل كبيرة أهدتها الجارة منذ شهر. “هاديا لنهار عيد”، قالت الأمّ وأغلقت الباب بالمفتاح.

خطّة علّوشة

لكنّ علّوشة لم يستطع الانتظار. بالليل، تسلَّل كالقطّة، سرق المفتاح، ودخل المخزن. مدّ يده في الجرّة وتذوّق ملعقة… ثم ثانية… حتى غطّى العسلُ وجهه ويديه! فجأة سمع وقع خطوات…

المفاجأة

أضاء الأب الفانوس. رأى ابنه متلبِّسًا وجرّة العسل تُوشِك أن تنكسر. انحرج علّوشة وبكى:
ـ “سامحني يا بابا… ما قدرتش نقاوم!”

الدرس والعبرة

ابتسم الأب قائلًا: “يا ولدي، العسل حلو، لكن الصدق أحلى. كان تجي وتطلب، أمّك تفرح وتعطيك قْدّ ما تحبّ.” ثم أعطاه ملعقتين فقط، وأغلق الجرّة ليوم العيد.

ومن يومها، تعلّم علّوشة أنّ الطلب الصريح أحسن من الأخذ خِفْية، وأنّ حلاوة الصدق تدوم أكثر من أيّ جرّة عسل!

2 Comments

Leave a Reply